Wednesday, July 25, 2012

المجسمات وحرب الخدعة

تحاول قناة العربية من خلال مقالة لها عن تقرير نقله التلفزيون السوري عن مواقع التواصل الاجتماعي عن مجسمات يجري تصميمها لمواقع سورية لتستخدم في ساعة الصفر، تحاول هذه القناة أن تضرب ضربتها القاضية برأيها لمصداقية الإعلام السوري كله وكأن النقل عن مواقع التواصل الاجتماعي لأخبار غير موثوقة برأي هذه القناة هو ضرب للمصداقية. كيف تفسر لنا هذه القناة وشقيقتها الكبرى ريا، عفواً الجزيرة لوهلة اعتقدت أنني أتكلم عن سكينة وسفكها للدم، كيف تفسر لنا هاتان القناتان اعتمادهما بنسبة لا تقل عن 90% من كافة تغطيتهما للشأن السوري منذ بداية الأزمة اعتماداً مطلقاً على مواقع التواصل الاجتماعي لاجترار ما يكتب هناك، وقد أثبت بعض الناشطون السوريون عدة مرات أن أي خبر قد يضر الحكومة السورية يتم كتابته في أي صفحة من صفحات ما يسمى الثورة السورية يتم تبنيه مباشرة من قبل قناة الجزيرة وأختها الصغيرة سكينة، عفواً العربية..

التقرير الذي بثه التلفزيون السوري يتحدث عن مجسمات يتم تصنيعها في استديوهات هوليوود عن طريق شركة انتاج متخصصة لمواقع سورية بالحجم الحقيقي وتبلغ تكلفة هذا الانتاج الهوليوودي السينمائي 36 مليار دولار.

تقول العربية أن أحد "المندسين" ويصفونه بوصفه الصحيح قام بكتابة هذا التقرير ونشره في إحدى صفحات "المنحبكجية" يقصدون مؤيدي حكومتهم، ومن ثم اعتمده التلفزيون السوري.

هذه المحاولة تندرج في إطار المحاولات البائسة اليائسة الفاشلة المفضوحة لماكينة إعلام حلف شمال الأطلسي في ضرب الدولة السورية وإبعاد جمهورها عنها، وقد شهدنا خلال 16 شهراً حتى الآن محاولات لا نجد ما يمكن أن نصفها به بأقل من سخيفة، أمثال قصة زينب الحصني وذلك المنيكان الذي تم حرقه ليمثل جثة الضحية التي ظهرت حية وبصحة جيدة بعد تقارير الجزيرة والعربية، ثم المظاهرات الشتوية في عز الصيف، والقصف المدفعي العنيف وقصف الدبابات العشوائي على المظاهرات السلمية التي يسقط فيها بعض الجرحى ولكن في مدينة أخرى حسب شاهد العيان في مدينة ثالثة، والطامة الكبرى عندما ساعدتهم قناة سي ان ان الأكثر احترافية عالمياً بتفجير أنبوب النفط في بابا عمرو وكيفية تجهيز الكاميرا، زيارة موقع التفجير قبل التفجير بساعات مع الارهابيين ثم الانتظار حتى يتم التفجير ومن ثم زيارة موقع التفجير بعد التفجير واتهام الدولة السورية بتفجير أنبوب النفط نفسه..! وحتى نبقى في إطار الفبركات الصغيرة فنذكر إطلاق النار من بارودة أحد مساعدي المصور لإظهار أن المنطقة التي يقف فيها تتعرض للقصف وكيف يعطي الاشارات، وإشعال إطارات لإظهار تعرض مناطق لقذائف من الجيش السوري، والمجرمين الذين يصورون مجازرهم ثم بكاءهم على الضحايا لاتهام "الشبيحة" الحكوميين وما مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه على يد مقاتلي الناتو في سورية واعتراف الخارجية الفرنسية مؤخراً بعد 6 أشهر على قتل الصحافي أن القتل تم على يد مقاتلي الناتو وليس كما ادعت محطات اعلام الناتو الجزيرة والعربية إلا جزء يسير من هذه الفبركات.. من قرأ تغريدة بوق الناتو فيصل قاسم عن وجود عمرو سليمان ضمن خلية الأزمة السورية وأنه قتل في التفجير الإرهابي الذي طالها؟ وهذه بعض الأمثلة وفي جعبتنا الآلاف منها.

أما بالنسبة للمجسمات، فإن اختراع قصة ونقلها كقصة المجسمات بالحجم الحقيقي كما نقل تقرير التلفزيون السوري عن مواقع التواصل الاجتماعي فيذكرنا بالمجسمات بالحجم الحقيقي التي قامت الجزيرة بعملها عن الساحة الخضراء وباب العزيزية في ليبيا،، آه لم ننسى هذه المجسمات، ومجسم الساعة في حمص قبل افتضاح أمره ومن ثم قاموا بعمل عدة مجسمات على أساس أنها مجسمات رمزية ويستخدمها العمال الهنود في الدوحة كتعبير عن ثورتهم على النظام السوري بحضور بعض الممثلين السوريين الفاشلين... 

ظنت العربية وبالتأكيد ستلحقها الجزيرة أو على الأقل بوق الناتو الفظيع فيصل قاسم بإحدى تغريداته على تويتر أو برنامج تناطح الديوك الذي يقدمه أنها بهذه الطريقة المبتذلة ستقنع الشارع السوري أنه ليس هناك مجسمات يتم استخدامها في الوقت الذين يظنون أنه مناسب لإيهام الناس بسقوط الدولة السورية ونحن نعلم أن قطر سخية جداً عندما يكون الهدف الأكبر هو تدمير سورية وغيرها من الدول العربية وبصراحة فأنا كنت أحد المستغربين أن المبلغ المرصود حسب التقرير إياه كان 36 مليار دولار أميركي فقط، لأن قطر تحملت أعباء أكثر من ذلك بكثير مع شريكاتها لتدمير سورية حتى الآن، وكله كرمال عيون يهودية "اسرائيل".

قد يكون التقرير بأكمله مفبرك ولكن هذا لا يلغي حالة الحذر التي يجب على الإعلام السوري أن يبقى عليها أو أن يقلل الشعب السوري من أهمية هكذا تقارير، لأننا شاهدنا ما يستطيع الأعداء فعله ولأي درجة وصل حقدهم على هذا البلد، فإن كانت بعض شركات الانتاج الخاصة في هوليوود تتكلف 300 مليون دولار على سبيل المثال لانتاج فلم سينمائي مثل قراصنة البحر الكاريبي في العام 2007، فما يمنع مجموعة دول كالناتو وعملائها أن ترصد في العام 2012 مبلغ 36 مليار دولار لتحقيق هدفهم الأغلى المتمثل بتدمير أعداء اسرائيل؟ ولا ننسى أن بعد سورية هناك إيران والمقاومة الإسلامية في لبنان.. ألا تستأهل هذه الأهداف العظمى هكذا مبلغ من دول ترى وجودها مرتبط بتدمير منظومة المقاومة أو أقله وجود اسرائيل مرتبط بتدمير هذه المنظومة؟

هلا يخبرنا فطاحل المحاسبة في قناة العربية كم تكلفة تشغيل حاملة طائرات أميركية يومياً؟ فقط للمعرفة فإن كلفة تشغيل حاملة طائرات أميركية ومرافقاتها يومياً تبلغ 500 مليون دولار أثناء قيامها بمهمات قتالية.. تخيلوا حجم التوفير في حال قام الاعلام بهذه المهمة.

لا تحتاج شركات الانتاج الهوليوودية بناء مجسمات بالحجم الحقيقي لتوحي أنها بالحجم الحقيقي، لكن تحتاج إلى تقنيات عالية لإقناع المشاهدين أن المجسمات حقيقية الحجم وأن الناس حواليها هم بالفعل بالقرب منها وليسوا في استديوهات مفتوحة أو مغلقة وبخلفيات خضراء ويتم تطبيق الصور عن طريق عملية مونتاج تدمج الصورتين ببعض.

لقد قدمت قناتا الجزيرة والعربية رواياتهما حصرياً بناء على تقارير من "شهود عيان"، "ناشطون"، "محللين" ومواقع تواصل اجتماعي، وبأغلبيتها المطلقة مفبركة، وعندما قام التلفزيون السوري بنقل تقرير موجود وفيه من الصحة معظمه لتنبيه المشاهدين لما قد تتعرض له الدولة السورية يظن إعلام الناتو أنه بهذا يضرب مصداقية الاعلام السوري عند مشاهدي الاعلام السوري ويكسب هو ثقة  هؤلاء المشاهدين.

هذا الشعب الذي أثبت درجة عالية جداً من الوعي غير مسبوقة بتاريخ البشرية أمام هجمة من ماكينة إعلامية وهمجية غير مسبوقة بالتاريخ لن ينجر وراء فيصليات قاسمية أو عبرية، فسيفشل هذه الخطة كما أثبت غيرها.


"يخدعونكم ويستمرون بخداعكم، بل يستمتعون بخداعكم، لا لأنهم أذكياء، فقط لأنكم تقبلون أن تنخدعوا"

No comments:

Post a Comment

Donate

Donate
Donate to Help Us Continue