من الواضح أننا نرى وجهة نظر واحدة في هذه التغطية، على كل حال، عندما تجد عدد من الناس ينادون بتدخل الناتو، فنحن نعرف من هم هؤلاء الناس ومن يمثلون. الناتو ليست منظمة خيرية وتنظر إليها الغالبية العظمة من السوريين وكذا العرب كأعداء نظراً لدعم الناتو اللامحدود لإسرائيل على طول تاريخها الدموي بقهر الفلسطينيين وقضم المزيد من أراضيهم كل يوم، بالإضافة لحقيقة أن تركيا دولة عضو في الناتو وهي الدولة التي لا تتوانى عن قصف شعبها نفسه بالطائرات الحربية وآخر مجزرة والتي غطت نشرات الأخبار نتج عنها قتل 35 مدني منذ أسبوع فقط.
أما بالنسبة لسورية وطريقة تعامل الحكومة السورية للأزمة في البلاد، من المهم ذكر أن المسؤولين البريطانيين أسموا المتظاهرين في لندن بالمشاغبين وقمعوهم بشدة، لدرجة أن شابين حكم على كل واحد منهما بالسجن لمدة 4 سنوات لمجرد كتابة تعليق على صفحتيهما على الفيسبوك.، ولم يكونوا مسلحين.
في الولايات المتحدة نرى اعتقالات بالجملة لناشطي حملة احتلوا وول ستريت، وهم من أكثر المتظاهرين سلمية على ظهر هذا الكوكب، ومع هذا يرشوا بالفلفل على أعينهم، ويضربوا بغاز الدموع ويتم اعتقالهم بالجملة، ولا واحد منهم مسلح ولا حتى بسكين.
في فرنسا، فجميعنا نذكر عندما كان الرئيس الحالي ساركوزي وزيراً للداخلية ولم يقمع إنما سحق المتظاهرين في ضواحي باريس سحقاً وأطلق على شعبه كل التسميات البشعة، ولم يكن أياً من المتظاهرين مسلحاً.
من الجدير ذكره أنه وبسبب ادعاء سخيف أن بضعاً من سكان الكهوف من منظمة إرهابية طاروا بطائرتين ودمروا برجين في مدينة نيويورك في أحداث 9/11، وبرج ثالث سقط بالتضامن مع البرجين الآخرين. حرب للإرهاب (سميت حرباً على الإرهاب) نتج عنها تدمير بلدي أفغانستان والعراق، قتل أكثر من مليون مدني، هٌجّر أكثر من 4 ملايين، دمرت البنية التحتية كلياً للبلدين وباتت جاهزة لشركات إعادة الإعمار المتعددة الجنسيات.. في العراق، كان هناك ادعاء إضافي حين قام وزير الخارجية حينها كولن باول بإظهار صور لأجهزة متحركة تحمل أسلحة دمار شامل في العراق، ما زال العالم يبحث عنها لليوم.
سورية دولة على هذا الكوكب، وليست في الجنان، تتبع القوانين ذاتها التي تنطبق على أي دولة ثانية، ولكن وبشكل مذهل وقد لا يعجبكم أنها وبسياسة ضبط نفس عالية للغاية وبعد أن قتل أكثر من 2000 من جنودها وقوات الأمن والشرطة في الفترة ذاتها التي تتحدث فيها الأمم المتحدة عن مقتل 5000 من المدنيين، قتلوا بيد الأمن وبدون أي دليل واحد. على كل حال، بات متأخراً الإدعاء بعدم وجود مشاغبين مسلحين في سورية، وباستخدامي كلمة مسلحين فأنا لا أعني طبعاً أسلحة للحماية الشخصية، إنما أعني صواريخ مضادة للدبابات والدروع، وقذائق ال ار بي جي، والقناصات وأجهزة الاتصال المتطورة مع العلم أن أياً من هذه لا تستخدم من قبل الجيش السوري! لذلك من الواضح أن هناك أيدٍ أجنبية تعبث فعلياً وبشكل مباشر في مجرى الأحداث في سورية، تطلق النار على ضباط الدولة والمتظاهرين "إن وجدوا" لخلق فتنة ولشيطنة الحكومة لتبرير "تدخل دولي". آخر مرة حدث فيها هكذا تدخل دولي كان لحماية 5000 "متظاهر سلمي" قرروا فجأة وبعد 40 سنة من حكم حاكمهم القذافي، أكثر من 60 ألفاً من المدنيين قتلتهم ضربات الناتو الجوية، وبلد مدمرة وجاهزة لشركات إعادة الإعمار المتعددة الجنسيات.
الأميركان يحبون استخدام المثل القائل: من العيب عليك أن تخدعني مرة ومن العيب عليي أنا أن تخدعني مرتين. استمروا في انخداعكم
التعليق أعلاه كان رداً لمقالة في الفايننشال تايمز باللغة الانكليزية تحت عنوان: سكان دمشق يحتفون المراقبين وموجودة تحت هذا الرابط:
No comments:
Post a Comment